فصل: القسم الثاني من الخبر عن بني عدنان وأنسابهم وشعوبهم وما كان لهم من الدول والملك في الإسلام وأولية ذلك ومصايره:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.القسم الثاني من الخبر عن بني عدنان وأنسابهم وشعوبهم وما كان لهم من الدول والملك في الإسلام وأولية ذلك ومصايره:

وأما خصفة بن قيس: فتفرع منهم بطنان عظيمان وهما بنو سليم بن منصور وهوزان بن منصور ولهزوان بطون كثيرة يأتي ذكرها ويلحق بهذين البطنين بنو مازن بن منصور وعددهم قليل وكان منهم عتبة بن غزوان بن جابر بن وهب بن نشيب بن وهب بن زيد بن مالك بن عبد عوف بن الحرث بن مازن الصحابي المشهور الذي بنى البصرة لعمر بن الخطاب وإليه ينسب العتبيون الذين سادوا بخراسان ويلحق أيضا بنو محارب بن خصفة فأما بنو سليم فشعوبهم كثيرة منهم بنو ذكوان بن رفاعة بن الحرث بن رجا بن الحارث بن بهثة بن سليم وإخوتهم بنو عبس بن رفاعة الذين منهم عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة بن عبد عبس الصحابي المشهور الذي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين في المؤلفة قلوبهم ثم زاده حين غضب استقلالا لعطائه وأنشد الأبيات المعروفة في السير وكان أبوه مرداس تزوج الخنساء وولدت منه.
ومن بني سليم أيضا بنو ثعلبة بن بهثة بن سليم كان منهم عبيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الأعور والي أفريقية وجده أبو الأعور من قواد معاوية واسمه عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن وقائف بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة والرود بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة وكان على بني سليم يوم الفتح وعمرو بن عتبة بن منقذ بن عامر بن خالد كان صديقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وأسلم ثلاث أبو بكر وبلال فكان يقول كنت يومئذ ربع الإسلام ومن بني سليم أيضا بنو علي بن مالك بن امرئ القيس بن بهثة عصية بن خفاف بن امرئ القيس وهما الذان لعنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بئر معونة وقتلهم إياهم ومن شعوب عصية الشريد وإسمه عمرو بن يقظة بن عصية وقال ابن سعيد: الشريد بن رياح بن ثعلبة بن عصية الذين كانت منهم الخنساء وأخواها صخر ومعاوية عمرو بن الحرث بن الشريد والشريد بين سليم في الجاهلية قال ابن سعيد كان عمرو بن الشريد يمسك بيده إبنيه صخرا ومعاوية في الموسم فيقول: أنا أبو خيري مضر ومن أنكر فليعتبر فلا ينكر أحد وابنته الخنساء الشاعرة وقد تقدم ذكرها وحضرت بأولادها حروب القادسية وبنو الشريد لهذا العصر في جملة بني سليم في أفريقية ولهم شوكة وصولة ومنهم إخوة عصية بن خفاف الذين كان منهم الخفاف كبير أهل الردة الذي أحرقه أبو بكر بالنار واسمه إياس بن عبد الله بن أليل بن سلمة بن عميرة.
ومن بني سليم أيضا بنو بهز بن إمرئ القيس بن بهثة كان منهم الحجاج بن علاط بن خالد بن نديرة بن حبتر بن هلال بن عبد ظفر بن سعد بن عمرو بن تميم بن بهز الصحابي المشهور وابنه نصر بن حجاج الذي نفاه عمر عن المدينة إلى آخرين من سليم يطول ذكرهم قال ابن سعيد: ومن بني سليم بنو زغبة بن مالك بن بهثة كانوا بين الحرمين ثم انتقلوا إلى المغرب فسكنوا بأفريقية في جوار إخواتهم بني ذياب بن مالك ثم صاروا في جوار بني كعب ومن بني سليم بنو ذياب بن مالك ومنازلهم ما بين قابس وبرقة يجاورون مواطن يعهب وبجهة المدينة خلق منهم يؤذون الحاج ويقطعون الطريق وبنو سليمان بن ذياب في جهة فزان ووادن ورؤساء ذياب لهذا العهد الجواري ما بين طرابلس وقابس وبيتهم بنو صابر والمحامد بنواحي فاس وبيتهم في بني رصاب بن محمود وسيأتي ذكرهم.
ومن بني سليم بنو عوف بن بهثة: ما بين قابس وبلد العناب من أفريقية وجرما هم مرداس وعلاق فأما مرادس فرياستهم في بني جامع لهذا العهد وأما علاق فكان رئيسهم الأول في دخولهم أفريقية رافع بن حماد ومن أعقابه بنو كعب رؤساء سليم لهذا العهد بأفريقية ومن بني سليم بنو يعهب بن بهثة وإخوة بني عوف بن بهثة وهم ما بين السدرة من برقة إلى العدوة الكبيرة ثم الصغيرة من حدود الإسكندرية فأول ما يلي الغرب منهم بنو أحمد لهم أجدابية وجهاتها وهم عدد يرهبهم الحاج ويرجعون إلى شماخ وقبائل شماخ لها عدد وأسماء متمايزة ولها العز في بيت لكونها جازت المحصب من بلاد مثل المرج وطلميثا ودرنا وفي المشرق عن بني أحمد إلى العقبة الكبيرة وأما الصغيرة فسال ومحارب والرياسة في هذين القبيلتين لبني عزاز وهبيب بخلاف سائر سليم لأنها استولت على إقليم طويل خربت مدنه ولم يبق فيه مملكة ولا ولاية إلا لأشياخها وتحت أيديهم خلق من البرابرة واليهود زراعا وتجارا وأما رواحة وفزارة اللذين في بلاد هبيب فهم من غطفان وهذا آخر الكلام في بني سليم بن منصور وكانت بلادهم في عالية نجد بالغرب وخيبر ومنها حرة بني سليم وحرة النار بين وادي القرى وتيما وليس لهم الآن عدد ولا بقية في بلادهم وبأفريقية منهم خلق عظيم كما يأتي ذكره في أخبارهم عند ذكر الطبقة الرابعة من العرب.
وأما هوزان بن منصور ففيهم بطون كثيرة يجمعهم ثلاثة أجرام كلهم لبكر بن هوزان وهم بنو سعد بن بكر وبنو معاوية بن بكر وبنو منبه بن بكر.
فأما بنو سعد بن بكر وهم إظآر النبي صلى الله عليه وسلم أرضعته منهم حليمة بنت أبي ذؤيب بن عبد الله بن سحنة بن ناصر بن عصية بن نصر بن أسعد وبنوها عبد الله وأنيسة والشيما بنو الحرث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملاذ بن ناصرة وحصلت الشيما في سبي هوزان فأكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها إلى قومها وكان فيها أثر عضة عضها إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تحمله.
فأما بنو منبه بن بكر فمنهم ثقيف وهم بنو قسي بن منبه بطن عظيم متسع منهم بنو جهم بن ثقيف كان منهم عثمان بن عبد الله بن ربيعة بن حبيب بن الحرث بن مالك بن حطيط صاحب لوائهم يوم حنين وقتل يومئذ كافرا وكان من ولده أمير الأندلس لسليمان بن عبد الملك وهو الحر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان ومنهم بنو عوف بن ثقيف ويعرفون بالأحلاف فمنهم بنو سعد بن عوف كان منهم عتبان بن مالك بن كعب بن عمرون بن سعد بن عوف الذي وضعته ثقيف رهينة عند أبي مكسورة وأخوه معتب وكان من بنيه عروة بن مسعود بن معتب الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه داعيا إلى الإسلام فقتلوه وهو أحد عظيمي القريتين ومن بنيه أيضا الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب صاحب العراقين لعبد الملك وابنه الوليد ومنهم يوسف بن عمر بن محمد بن عبد الحكم والي العراقين لهشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد وكثير من قومه كانوا ولاة بالعراق والشام واليمن ومكة ومن بني معتب أيضا غيلان بن مسلمة بن معتب كانت له وفادة على كسرى ومنهم بنو غبرة بن عوف الذين منهم الأخنس بن شريق ابن عمرو بن وهب بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العري بن غيرة بن عوف بن ثقيف والحرث بن كلدة بن عمرو بن علاج طبيب العرب وأبو عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن غيرة الصحابي المقتول يوم الجسر من أيام القادسية وبأنه المختار بن أبي عبيد الذي ادعى النبوة بالكوفة وكان عليها لعبد الله بن الزبير فانتقض عليه ودعا لمحمد بن الحنفية ثم ادعى النبوة ومنهم أبو محجن بن حبيب بن عمرو بن عمير في آخرين يطول ذكرهم ومواطن ثقيف كانت بالطائف وهي مدينة من أرض نجد قريبا من مكة ثم جلس في شرقيها وشمالها وهي على قبة الجبل كانت تسمى واج وبوج وكانت في الجاهلية للعمالقة ثم نزلتها ثمود قبل وادي القرى ومن ثم يقال: إن ثقيفا كانت من بقايا ثمود يقال: إن الذي سكنها بعد العمالقة عدوان وغلبهم عليها ثقيف وهي الآن دارهم كذا ذكره السهيلي ويقال: إنهم موال لهوزان ويقال إنهم من إياد ومن أعمال الطائف سوق عكاظ والعرج وعكاظ حجر بين اليمن والحجاز وكانت سوقها في الجاهلية يوما في السنة يقصدها العرب من الأقطار فكانت لهم موسما.
وأما بنو معاوية بن بكر بن هوزان ففيهم بطون كثيرة منهم بنو نصر بن معاوية الذين منهم مالك بن سعد بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر قائد المشركين يوم حنين وأسلم وحسن إسلامه ومنهم بنو جشم بن معاوية ومن جشم غزية رهط دريد بن الصمة ومواطنهم بالسروات وهي بلاد تفصل بين تهامة ونجد متصلة من اليمن إلى الشام كسروات الجبل وسروات جشم متصلة بسروات هذيل وانتقل معظمهم إلى الغرب وهم الآن به كما يأتي ذكره في الطبقة الرابعة من العرب ولم يبق بالسروات منهم إلا من ليس له صولة ومنهم بنو سلول ومنهم بنو مرة بن صعصعة بن معاوية وإنما عرفوا بأمهم سلول وكانوا في الغرب كثيرا وفي الغرب منهم كثير لهذا العهد ومنهم فيما يزعم العرب بنو يزيد أهل وطن حمزة غربي بجاية وبعض أحياء بجيل عياض كما نذكر منهم بنو عامر بن صعصعة بن معاوية جرم كبير من أجرام العرب لهم بطون أربعة نمير وربيعة وهلال وسوأة فأما نمير بن عامر فهم إحدى جمرات العرب وكانت لهم كثرة وعزة في الجاهلية والإسلام ودخلوا إلى الجزيرة الفراتية وملكوا حرار وغيرها واستلحمهم بنو العباس أيام المعتز فهلكوا ودثروا وأما سوأة بن عامر فشعوبهم في رباب من سمرة بن سوأة فمنهم جابر بن سمرة بن جندب بن رباب الصحابي المشهور ومن بطن رباب هؤلاء حي بأفريقية ينجعون مع رياح بن هلال ويعرفون بهذا النسب كما يأتي في أخبار هلال من الطبقة الرابعة وأما هلال بن عامر فبطون كثيرة كانوا في الجاهلية بنجد ثم ساروا إلى الديار المصرية في حروب القرامطة ثم ساروا إلى أفريقية أجازهم الوزير البارزي في خلافة المستنصر العبيدي لحرب المعز بن باديس فملك عليه ضواحي أفريقية ثم زاحمهم بنو سليم فساروا إلى الغرب ما بين بونة وقسنطينة إلى البحر المحيط وكان لهلال خمسة من الولد: شعبة وناشرة ونهيك وعبد مناف وعبد الله وبطونهم كلها ترجع إلى هؤلاء الخمسة فكان من بني عبد مناف زينب أم المؤمنين بنت خزيمة بن الحرث بن عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عبد مناف وكان من بني عبد الله ميمونة أم المؤمنين بنت الحرث بن حزن بن بحير بن هرم بن رويبة بن عبد الله قال ابن حزم: ومن بطون بني هلال بنو قرة وبنو نعجة الذين بين مصر وأفريقية وبنو حرب الذين بالحجاز وبنو رياح الذين أفسدوا أفريقية.
وقال ابن سعد: وجيل بني هلال مشهور بالشام وقد صار عربه حرائر وفيه قلعة صرخد مشهورة قال: وقبائلهم في العرب ترجع لهذا العهد إلى أثبج ورياح وزغبة وقارع فأما الأثبج فمنهم سراح بجهة برقة وعياض بجبل القلعة المسمى لهم ولغيرهم وأما رياح فبلادهم بنواحي قسنطينة والسلم والزاب ومنهم عتبة بنواحي بجاية ومنهم بالمغرب الأقصى خلق كثير كما يأتي في أخبارهم وأما زغبة فإنهم في بلاد زناته خلق كثير وأما قارع فإنهم في المغرب الأقصى مع المعقل وقرة وجشم وبنو قرة كانت منازلهم ببرقة وكانت رياستهم أيام الحاكم العبيدي لما مضى ابن مقرب ولما بايعوا لأبي ركوة من بني أمية بالأندلس وقتله الحاكم سلط عليهم العرب والجيوش فأفنوهم وانتقل جلهم إلى المغرب الأقصى فهم مع جشم هنالك كما يأتي الكلام في نسب هلال وشعوبهم ومواطنهم بالمغرب الأوسط وأفريقية عند الكلام عليهم في الطبقة الرابعة.
وأما بنو ربيعة بن عامر فبطون كثيرة وعامتها ترجع إلى ثلاثة من بنيه وهم عامر وكلاب وكعب وبلادهم بأرض نجد الموالية لتهامة بالمدينة وأرض الشام ثم دخلوا إلى الشام وافترق منهم على مماليك الإسلام فلم يبق منهم بنجد أحد فمن عامر بن ربيعة بنو التكما وهو ربيعة بن عامر بن ربيعة الذي اشترك ابنه حندج مع خالد بن جعفر بن كلاب في قتل زهير بن جذيمة العبسي وبنو ذي السهمين معاوية بن عامر بن ربيعة وهو ذو الحجر عوف بن عامر بن ربيعة وبنو فارس الضحيا عمرو بن عامر بن ربيعة منهم خداش بن زهيرة بن عمرو من فرسان الجاهلية وشعرائها.
وأما بنو كلاب بن ربيعة فمنهم بنو الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب وبنو ربيعة المجنون ابن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب وبنو عمرو بن كلاب قال ابن حزم: يقال: إنهم منهم بني صالح بن مرداس أمراء حلب ومن بني كلاب بنو رواس واسمه الحرب بن كلاب وبنو الضباب واسمه معاوية بن كلاب الذين منهم شهر بن ذي الجوش بن الأعور بن معاوية قاتل الحسين بن علي ومن عقبه كان الصهيل ابن حاتم بن شمر وزير عبد الرحمن بن يوسف الفهري بالأندلس وبنو جعفر بن كلاب الذين منهم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر وعمه أبو عامر بن مالك ملاعب الأسنة منهم عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر وعمه أبو عامر بن مالك ملاعب الأسنة وربيعة بن مالك وتبع المعتبرين وأبوه لبيد بن ربيعة شاعر معروف مشهور وكانت بلاد بني كلاب حمى ضرية والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي وحمى ضرية هي حمى كليب وائل نباته النضر تسمن عليه الخيل والإبل وحمى الربذة هو الذي أخرج عليه عثمان أبا ذر رضي الله عنهما ثم انتقل بنو كلاب إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملك وملكوا حلب وكثيرا من مدن الشام وتولى منهم بنو صالح بن مردادس ثم ضعفوا الآن تحت خفارة العرب المشهورين بالشام وهنالك بالإمارة من طيء وقال ابن سعيد وكان لهم في الإسلام دولة باليمامة.
ومن بني كعب بن ربيعة بطون كثيرة منهم: الحريش بن كعب بطن كان منهم مطرف بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن وقدان بن الحريش الصحابي المشهور ويقال: إن منهم ليلى شبب بها قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة الشاعر مادح النبي صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن الحشرج بن الأشهب بن ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة الذي غلب على ناب فارس أيام الزبير وعم أمه زياد الأشهب الذي وفد على علي ليصلح بينه وبين معاوية ومالك بن عبد الله بن جعدة الذي أجار قيس بن زهير العبسي وبنو قشير بن كعب منهم مرة بن هبيرة بن عامر بن مسلمة الخبر بن قشير وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فولاه صدقات قومه وكلثوم بن عياض بن رصوح بن الأعور بن قشير الذي ولي أفريقية وابن أخيه بلخ بن بشر ومن بني قشير بخراسان أعيان منهم أبو القاسم القشيري صاحب الرسالة ومنهم عريسة الأندلس بنو رشيق ملكها منهم عبد الرحمن بن رشيق وأخرج منها ابن عمارة ومنهم الصمة بن عبد الله من شعراء الحماسة وبنو العجلان بن عبد الله بن كعب وشاعرهم تميم بن مقبل وبنو عقيل بن كعب وهم بطون كثيرة منهم: بنو المنتفق بن عامر بن عقيل ومن أعقاب بني المنتفق هؤلاء العرب المعروفون في المغرب بالخلط قال علي بن عبد العزيز الجرجاني: الخلط بنو عوف وبنو معاوية ابنا المنتفق بن عامر بن عقيل انتهى.
قال ابن سعيد: ومنازل المنتفق الآجام التي بين البصرة والكوفة والأمارة منهم في بني معروف قلت والخلط لهذا العهد في أعداد جشم بالمغرب ومن بني عقيل بن كعب بنو عبادة بن عقيل منهم الأخيل واسمه كعب بن الرحال بن معاوية بن عبادة ومن عقبه ليلى الأخيلية بنت حذيفة بن سداد بن الأخيل.
وذكر ابن قتيبة: أن قيس بن الملوح المجنون منهم وبنو عبادة هؤلاء لهذا العهد فيما قال ابن سعيد بالجزيرة الفراتية فيما يلي العراق ولهم عدد وذكر وغلب منهم على الموصل وحلب في أواسط الخامسة قريش بن بدران بن مقلد فملكها هو وابنه مسلم بن قريش من بعده ويسمى شرف الدولة وتوالى الملك في عقب مسلم بن قريش منهم إلى أن انقرضوا قال ابن سعيد: ومنهم لهذا العهد بقية بين الحازر والزاب يقال لهم عرب شرف الدولة ولهم إحسان من صاحب الموصل وهم في تجمل وعز إلا أن عددهم قليل نحو مائة فارس ومن بني عقيل بن كعب خفاجة بن عمرو بن عقيل وانتقلوا في قرب من هذه العصور إلى العراق والجزيرة ولهم ببادية العراق دولة ومن بني عامر بن عقيل بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف وهم إخوه بني المنتفق وهم ساكنون بجهات البصرة وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسن ملكوها من تغلب قال ابن سعيد: وملكوا أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملكهم لعهد الخمسين من المائة السابعة عصفور وبنوه وقد انقضى الكلام في بطون قيس عيلان والله المعين لا رب غيره ولا خير إلا خيره وهو نعم المولى ونعم النصير وهو حسبي ونعم الوكيل وأسأله الستر الجميل آمين.
وأما بطون خندف بن الياس بن مضر ولد إلياس مدركة وطابخة وقمعة وأمهم امرأة من قضاعة اسمها خندف فانتسب ولد إلياس كلهم إليها فمن بطون قمعة أسلم وخزاعة فأسلم بنو أفصى بن عامر بن قمعة وخزاعة بن عمرو بن عامر بن لحي وهو ربيعة ابن عامر بن قمعة واسمه حارثة وعمرو بن لحي هو أول من غير دين إسمعيل وعبد الأوثان وأمر العرب بعبادتها وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار» يعني أحشاءه ومواطنهم بأنحاء مكة في مر الظهران وما يليه وكانوا حلفاء لقريش ودخلوا عام الحديبية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا مما صالح قريشا عليه ثم نقضوا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فغزا قريشا وغلبهم على أمرهم وافتتح مكة وكان عام الفتح وقد يقال: إن خزاعة هؤلاء من غسان وأنهم بنو حارثة بن عمرو مزيقيا وأنهم أقاموا بمر الظهران حين سارت غسان إلى الشام وتخزعوا عنهم فسموا خزاعة وليس ذلك بصحيح كما ذكر وكان لخزاعة ولاية البيت قبل قريش في بني كعب بن عمرو بن لحي وانتهت إلى حليل بن حبشية بن سلول وهو الذي أوصى بها لقصي بن كلاب حين زوجه ابنته حبى بنت حليل ويقال: إن أبا غبشان بن حليل واسمه المحترش باع الكعبة من قصي بزق وخمر وفيه جرى المثل المعروف ويقال: أخسر صفقة من أبي غبشان ومن ولد حليل بن حبشية كان كرز بن علقمة بن علال بن حريبة بن عبد فهم بن حليل الذي قفا أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إلى الغار ورأى عليه نسج العنكبوت وعش اليمامة ببيضها فرخوا عنه.
ولخزاعة هؤلاء بطون كثيرة منهم بنو المصطلق بن سعد بن عمرو بن لحي وبنو كعب بن عمرو ومنهم عمران بن الحصين صحابي وسليمان بن صرد أمير التوابين القائمين بثأر الحسين ومالك بن الهيثم من نقباء بني العباس وبنو عدي بن عمرو ومنهم جورية بنت الحارث أم المؤمنين وبنو مليح بن عمرو ومنهم طلحة الطلحات وكثير الشاعر صاحب غزة وهو ابن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سبيع بن خثعمة بن سعد بن مليح وبنو عوف بن عمرو ومنهم العباد أهل الحيرة وهم بنو جهينة بن عوف ومن إخوة خزاعة بنو أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة وبنو ملك بن أفصى وماثان بن أفصى فمن أسلم سلمة بن الأكوع الصحابي ودعبل وبنو الشيص الشاعران ومحمد بن الأشعث قائد بني العباس ومن ذلك مالك بن سليمان بن كثير من دعاة بني العباس قتله أبو مسلم.
وأما طابخة فلهم بطون كثيرة أشهرها ضبة والرباب ومزينة وتميم وبطون صغار إخوة لتميم منهم صوفة ومحارب.